رحلة في أحبال الرِّواية وصنوف الإرواء
في البدء، كانت الرَّاويةُ الجملَ الذي يحمل الماء في القرب المنتفخة، يروي العطاش في مضارب الصحراء. ثم صارت الرَّاويةُ الإنسانَ الحامل لفنون الكلام، الشعر والحديث والخبر، في ذاكرته يروي العطاش للكلام الطيب، والإيقاع العذب، والخبر المدهش. ثم انقلبت إلى الرِّواية، وتحول الحمل من ماء إلى معنى، من القربة الجلدية إلى الكلمات المبثوثة في الورق، من السّقّاء إلى السّارد، من الحامل إلى المحمول، من الرِّواء الذي يُشد به الرحل إلى الحبكة التي تُشد بها الأحداث.
